مقالات منوعة

مبادرة “طريق الحرير الصينية الدولية”.. تنسيق صيني أُردني عالي الأَهمية ومتعدد الأَهداف

*جَمع وإعداد ونشر: الأكاديمي مروان سوداح
*كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.

قُبيل نهاية العام 2023م، أعلنت وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية الصينية الشهيرة، أن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المَملكة الأردنية الهاشمية، الرفيق تشن تشوان دونغ، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان، مُمَثِليِن عن حكومتي البلدين، وقَّعَاً في العاصمة الأردنية عمّان، مُذكرة للتفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق بين الحكومتين الصينية والأُردنية.
هذه الخطوة العميقة المعنى والأَبعاد في نقلاتها وصيرورتها، تلاقى عليها الطرفان الساميان والصديقان القديمان الأُردني والصيني، تعني الكثير الكثير في عملانيات التنسيق السياسي، وأهداف التعاون الاقتصادي والنشاط التجاري بينهما والخ، وهو ما ينعكس بالإيجابيات على الشعبين الصديقين بمختلف طبقاتهما وتوجهاتهما، فالعاصمتين والشعبين يلتقيان على المشتركات الإنسانية، وتجمعهما وِحدة الحال والتقدم المدني في شتى المناحي. فالصين والأردن يُعتَبَرَان بهذه الخطوة الأممية، وما قبلها أيضاً، حليفان يُكرِّسان جهودهما في مصبَّات نافعة وسريعة في إنعكاسات فعاليتها على الأرض، إذ تَعني انتقال المملكة الأردنية الهاشمية إلى فضاء عالمي أكثر رحابةً ونشاطاً، بكل ما في الكلمة من معنى واسع ومتعدد الإهتمامات والمغازي في مسيرة الانتقال الكوني إلى درب جديد، ينعكس فوراً وإيجابا على مختلف شرائح الشعب الأردني الصديق الصدوق للصين.
إلى ذلك، يُعتبر كل ما تقدم خطوةً أردنيةً – عالمية عظيمةً تدعمها الصين رئيساً وصديقاً وحليفاً مُخلصاً، وحزباً كفاحياً قائداً، وكذلك دولةً صديقةً وحليفةً، وشعباً شقيقاً في تنسيقات ثنائية صينية – أردنية مختلفة ولا مثيل لها في مسيرة البشرية وتاريخها، إذ ترنو إليها، بل، وتسارع صوبها مُهَروِلةً العديد من دول العالم، في سباق منها للتألق الفاعل على الأرض في سياقات الهرولة الاقتصادية والتجارية والإنسانية – الأممية لخدمة البشرية، كل البشرية.
وفي تصريحات السفير الصيني بهذا الصدد – وهو السفير المتميز بالنشاط والعمل الدؤوب لتطوير وتعزيز وتوسيع مساحة العلاقات الصينية – الأُردنية، الرفيق تشن تشوان دونغ – نقرأ الفقرات التالية: “إن هذا العام يُصادف الذكرى العاشرة لطرح مبادرة الحزام والطريق (2013م)، وإن الصين والأردن شريكان طبيعيان في بناء الحزام والطريق، وزميلان حميمان في دفع مسارات التحديث”. ويستطرد السفير: يُعزِّز التوقيع على مذكرة التفاهم، التوافق بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية التحديث الاقتصادي الأُردنية، وكذلك التكامل، والتطابق، والترابط، للسياسات والمنشآت، والتجارة والتمويل، والصداقة الشعبية للبلدين، بِمَا يُقدِّم توجيهاً عملياً لتعاون البلدين في المجالات كافةً، ويعود بالفوائد على الشعبين، وذلك من خلال فرصة الاستفادة من التجربة الصينية، خاصةً وأن العلاقات بين الأُردن والصين شهدت، وما زالت تشهد، تطوراً لافتاً منذ عشرات السنين المَطوية، والتي تطورت بفضل الجهود الحثيثة لجلالة الملك عبدالله الثاني.
تُشير وسائل الإعلام والصحافة الأُردنية، إلى إن العلاقات الأُردنية الصينية تتميز بأنها قوية، بخاصةٍ بين القيادتين السياسيتين في الدولتين، وبين الشعب الأردني والشعب الصيني الصديق، إذ شهدت العلاقات تطوراً كبيراً بفضل التوجيهات في كلا البلدين، وتوَّجَتها أكثر من زيارات ملكية قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى الصين، وتـتألق هذه العلاقات أيضاً بإقامة العلاقات الإستراتيجية، التي تم توقيع اتفاقيتها في عام 2015، بالإضافة إلى توقيع العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاستراتيجية، لاسيَّما الاستثمارية، وتوِّجت بأخر مذكرة تفاهم وُقِعَت بين الحكومتين الأُردنية والصينية بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
ومن الجدير بذِكرِه، أن مبادرة “الحزام والطريق” – وهو النهج التنموي الذي تتبناه الصين – تقوم على روافع إحياء طريق الحرير الصيني القديم – الشهير، الذي كان يسير ويجول في جغرافيةِ الأُردن في قرون خوالي من شماله إلى جنوبه – من أجل تعزيز الترابط والاعتماد الثنائي المتبادل، في ظل التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم على مستوى الاقتصاد والتوازنات الجيوسياسية.
وقد زادت الصين من مشاركاتها في منطقة “الشرق الأوسط” خلال الأعوام القليلة الماضية، ونسجت علاقات ودِّية مع مجموعة متنوعة من الدول، حيث يُعتبَر “الشرق الأوسط” من أكثر المناطق أهمية بالنسبة للصين، لأنه يقع على مفترق طرق 3 قارات مهمة، هي: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
يُذكر، ووِفقاً للمعلومات المنشورة رسمياً، أنه في العام 2022م، غدت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث تصدير السلع للأُردنيين، إذ تجاوز حجم التجارة الثنائية مبلغ 4.4 مليار دولار أميركي في عام 2021، أي بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وحافظ الاستثمار الثنائي على التطور والنمو، إذ إزداد حجم الاستثمار الأُردني المباشر في الصين عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام 2020م، وقد أفضى ذلك للفت الانتباه لأصحاب الأموال في الدولتين لضرورة توظيف استثماراتهم الصينية – الأُردنية بشكل أشمل مِن ذي قبل.
ـ انتهى// يتبع//.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى