مقالات منوعة

نحن في محور المقاومة ذوي إتجاه بوصلته ثابتة راسخة ومواقفه تاريخية ونعرف عدونا جيدا….وليس ذوي رأي قد يتغير بالترهيب والترغيب

للأسف الشديد أن ما تمر به دول أمتنا هذه الأيام مخزي ومحزن ومبكي لما إتخذه بعض قادتها من آراء سياسية فقط وقرارات في إجتماعاتهم العربية والإسلامية وحتى الدولية، وهي آراء وقرارات على الورق وأمام شاشات الفضائيات لا ترقى لما يجري من أحداث وإبادة جماعية لحظية ويومية في شعب غزة العزة، لم ولن ينفذ منها شيئا لغاية كتابة هذه السطور حتى يتم لجم قادة ذلك الكيان الصهيوني وداعميه الغربيين المتصهينين وإيقافهم عند حدودهم المعروفة لدى الجميع، والرأي غير الإتجاه، فذوي وأهل الرأي بوصلتهم متغيرة مترددة مذبذبة تائهة هنا وهناك، وبعض الناس غالبا ما يتخذ عدة آراء تتغير حسب المكان والزمان والحدث واللحظة إذا إكتشف أن رأيه كان خطأ أو إتخذه بناء على رأي سمعه من شخص آخر شوش أفكاره فجعله يتخذ القرار والرأي الخطأ، والمنطق يقول أن يغير رأيه ويتخذ رأيا آخر صحيحا ضد آراءه السابقة، والمعروف بالمنطق أن تغيير الرأي يكون للأفضل لما فيه صالح البلاد والأمة والعباد والإنسانية جمعاء، أما أهل وذوي الإتجاه فبوصلتهم ثابتة مدروسة بعناية غير مترددة طريقهم واضح وضوح الشمس، ومواقفهم وقراراتهم لا تتغير ولا تتبدل لا بالترغيب ولا بالترهيب، وبالذات إتجاه أعداء الله والرسل والأمة بل والإنسانية جمعاء، لأنهم لا يرغبون إلا برضا الله ولا يخافون إلا من الله سبحانه وتعالى…

وكل ما جرى وما زال يجري في دولنا في الماضي البعيد والقريب وفي غزة العزة حاليا من تفرد بشعوبنا وسفك لدمائنا جرى لأن بعض قادة الأمة وجيوشها إتخذوا آراء محددة وأعتبروا أعداء الأمة حلفاء وأصدقاء، لذلك لم يتفقوا أبدا على تحديد من هم الأعداء لهم ولشعوبهم حتى يستطيعوا التعامل معهم، وهذه الآراء قد تثبت أو تتغير، وقد تنفذ كلها أو جزء منها وقد لا تنفذ نهائيا، وهنا نقول عن هؤلاء بأنهم ذوي رأي متغير بظهور أي حدث مستجد هنا أو هناك، أو بحدوث ضغط أو ترغيب أو ترهيب من قبل الأعداء قادة الكيان الصهيوني وقادة أمريكا المتصهينة وإداراتهم الكاذبة والمتعاقبة، ونرجوا أن تتغير آراء بعض قادة أمتنا بصحوة ضمائرهم لشلال دماء أبناء أمتهم الجاري في الليل والنهار في غزة العزة، وهؤلاء ليسوا أهل وذوي إتجاه بوصلتهم ثابتة لا تتغير كمحورنا المقاوم بدوله وفصائله وحركاته وأحزابه ومستقليه إبتداء من طهران ومرورا ببغداد ودمشق وجنوب لبنان وصنعاء اليمن وغزة العزة وفلسطين كاملة، هذا المحور الذي وحد بين العرب والعجم المسلمين والمسيحيين وبكل طوائفهم في منطقتنا والعالم، وبصبره السياسي جمع ووحد الأمة والإنسانية جمعاء بإتجاه طريق تحرير فلسطين والأقصى وكنيسة القيامة والمهد وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية من المحتلين الصهاينة والمتصهينين، رغم المعاناة والمؤامرات الكونية علينا منذ عقود لغاية يومنا الحالي ومن نفس المتآمرين الصهيوأمريكيين ومن ولاهم وحمل آرائهم الشيطانية بعد أن غسلت أدمغتهم بها كليا أو جزئيا، لكننا لم ولن نغير إتجاهنا أو موقفنا أو نحرف بوصلة إتجاهنا قيد أنملة عن مقاومة أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية الكيان الصهيوني المحتل وداعميه المتصهينين قادة وجيوش أمريكا وبريطانيا ومن يجروه معهم من قادة الدول الأوروبية في حروبهم على دولنا وشعوبنا ومنطقتنا وعلى فلسطين ومقاوميها وشعبها الصامد الصابر المقاوم، والذي لم ولن يخرج من أرض وطنه أبدا ولم ولن يخضع او يرفع راية الإستسلام والخضوع أو التطبيع أو السلام مع هذا العدو الصهيوني المحتل النازي المجرم وداعميه الصهيوأمريكيين النازيين الجدد، والذين سقطت أقنعتهم منذ زمن بعيد وليس في هذه الحرب الكونية على غزة وشعبها ومحورها المقاوم، لكن في هذه الحرب أسقط شعب غزة ومقاوميها قناعهم الأخير أمام شعوب منطقتنا وقادتنا وجيوشنا وأمام شعوبهم وشعوب الإنسانية جمعاء…

وهنا نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يهدي قادة وجيوش أمتنا العربية والإسلامية أن يغيروا آرائهم ويكونوا من أهل وذوي الإتجاه المقاوم الثابت والراسخ والذي لم ولن ولا يتغير أبدا، لأنه إتجاه بموقف ثابت في العقل والفكر معا ولم يأتي من فراغ وإنما من تجارب وخبرات عبر قرون وعقود وسنوات مررنا بها كمحور مقاومة عبر تاريخ أمتنا العظيم، وتلك القرون والعقود والسنوات أثبتت نجاح هذا الإتجاه المقاوم لرد كل المحتلين والمستعمرين والمعتدين والمتوحشين والنازيين على منطقتنا وشعوبنا ومقدساتنا وخيراتنا وثرواتنا البرية والبحرية والجوية، وهذا الإتجاه المقاوم الذي توارثناه جيلا بعد جيل حقق الوحدة للأمة، وحقق النصر تلو النصر لأمتنا عبر تاريخها المجيد وحرر الأرض والإنسان والمقدسات مرات عدة، وأوصل أمتنا إلى ما كانت عليه في الماضي البعيد والقريب من وحدة بالتاريخ والجغرافيا ومن قوة ومهابة وسيطرة كاملة على أراضيها وخيراتها وثرواتها المتعددة والمتنوعة وقرارها السيادي المستقل، وإتجاهها المقاوم والثابت والذي لم يتنازل عن أي حق من حقوق الأمة للأعداء وبالذات مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وقادة أمتنا يجب بل وفرض عين شرعي عليهم وعلى جيوشهم بأن يغيروا آرائهم المترددة والتائهة ويعودوا لإتجاههم الحقيقي وبوصلة أمتهم الثابتة لرد كيد المعتدين، واللحاق بمحور المقاومة وبالمقاوميين وعلنا وبكل تحدي للأعداء الصهاينة وداعميهم المتصهينين، وبكل إصرار ورفض لكل الآراء والحلول السياسية المتخذة فقط، والتي لم ولن ينفذ أي بند من بنودها للتعنت والغطرسة ومحاولات الهيمنة الصهيوأمريكية غربية، وهذه الحلول لم ولن تنجح أو تدوم او تستمر مع قادة الصهيوأمريكيين غربيين أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء، وحتى أن هؤلاء الصهيوغربيين هم أعداء لشعوبهم وثورات شعوبهم من مسيحيين ويهود ومسلمين قد بدأت من غزة العزة وستطيح بهم جميعا قريبا بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم وأهله ذوي الإتجاه الصحيح والثابت بمواقفه للتحرير الشامل للأرض والإنسان والمقدسات الإسلامية والمسيحية من أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء الصهيوأمريكيين غربيين، يرونه بعيدا ونراه قريبا إن شاء الله…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى