جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتألق بأقمارها الصناعية
ـ يلينا نيدوغينا*
*كاتبة وإعلامية روسية – أُردنية، متخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير جريدة «الملحق الروسي»، الناطق باللغة الروسية في صحيفة « ذا ستار» الأردنية الناطقة بالانجليزية سابقاً، وحاصلة على أوسمة وميداليات رفيعة المستوى من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والدول الصديقة والحليفة.
بالرغم من أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية صغيرة المساحة قياساً بالعديد من دول العالم، إلا إنها كبيرة وعظيمة في تنفيذها الكثير المتلاحق من الاختراعات التي تتم بأيادٍ كورية شمالية محض، دون أي استيراد للتقنيات الأجنبية. وفي هذا الصدد، ينجح مسار كوريا في انتاج الأقمار الصناعية في المصانع الوطنية الكورية بالذات، التي تخدم مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني الكوري ومهمة الدفاع عن استقلالية وتقدم هذه الجمهورية الزوتشية الحليفة والصديقة، لتبرز كوريا دولةً كبرى بين الدول الكبرى الأُخرى التي تنتج الأقمار الصناعية، إذ لم يشهد تاريخ الدول أي نجاح لنظام سياسي يدير دولة صغيرة يتمكن من تصنيع مثل هذه الأقمار بتقنيات عالية الدقة، التي يتم حالياً استخدامها كورياً في شتى المجالات الوطنية، ومنها الاستطلاع، الذي يديره الجيش الشعبي الكوري. وبالتالي، تنجح كوريا رئيساً وحكومةً وشعباً أيَّمَا نجاح في شغل موقع الدولة الكبرى، وفي مساهماتها الأوسع لتحقيق الإستراتيجية العسكرية المستقلة لحزب العمل الكوري الباني، وذلك نيابة عن حكومة هذه الجمهورية الزوتشية الاشتراكية.
وفي هذا السياق، شهدت كوريا يوم الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي 2023م، تنظيم مأدبة احتفائية متألقة واحتفالية واسعة في دار موكران باسم حكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك بالنجاح المُحَّقَق في إطلاق القمر الصناعي للاستطلاع “ماليكيونغ – 1″، حيث جَاشَت البلاد الكورية كلها بمشاعر الاعتزاز الضخم بمناسبة هذا الشَّأن العظيم، بتحقيق هذا الإنجاز الذي يُعتبر حَدثاً مشهوداً يُسَجَّل في صفحة الخلود الخاصة في تاريخ بناء القوات المسلحة الثورية الكورية المستقلة والمُظَفَّرة دائماً بفضل الجهود الضخمة التي يبذلها الرفيق الرئيس المكافح كيم جونغ وون، المخلص بعمق لشعبه وقضية كوريا زوتشيه، وقد دُعي للحفل الكوادر والعلماء والتقنيون في المؤسسة العامة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء كضيوف رئيسيين.
ما إن ظهر القائد المحترم كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مع إبنته وعقيلته الموقرتين والمُكرَّمتين في قاعة المأدبة، ترددت فيها ألحان الترحيب، وهزَّتها الهتافات المدوية المفعمة بالتأثر والانفعال، وأطلق جميع الحضور الهتافات الدافئة والداعمة للرفيق الرئيس كيم جونغ وون، إذ قدَّم الحضور تحية الشكر للأب العظيم للأُمة الكورية الذي أحاط علماء الفضاء الكوريين بكل الأمجاد، والتقطت له الصور التذكارية العميقة المغزى بهذا الإنجاز الكوري الضخم، وقد أحاط الرئيس الحضور، كما يحيط شعبه، بالمحبة الأبوية والثقة اللامتناهية كما هو أمره الدائم الذي لا ينقطع ولو ليوم واحد، فهذا النجاح الكوري يسجله تاريخ الأمم بنور ونار وسيبقى متألقاً في سفري الخلود الكوري والعالمي، وبخاصة لكون هذا النجاح العظيم في إطلاق القمر الصناعي للاستطلاع يستهدف تعزيز القوات المسلحة الكورية وتطوير قدراتها ورفاهية الشعب الكوري باستمرار، وتعظيم العلوم الكورية التقدمية.
وفي هذا السياق، قدَّم الرئيس الجليل كيم جونغ وون الشكر الصادق والتهاني الحارة للكوادر والعلماء والتقنيين في المؤسسة العامة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء، الذين أهدوا السلاح الأمضى الثمين للرئيس الكوري والدولة الكورية والشعب الكوري، لتعزيز مسألة الاستطلاع الفضائي للقوات المسلحة الثورية الكورية عبر النجاح في إطلاق القمر الصناعي الأول للاستطلاع الذي سيديره الجيش الشعبي الكوري، إذ يُعدُ هذا القمر مساهمة غير محدودة الأهمية في جهود تحقيق الإستراتيجية العسكرية المستقلة لحزب العمل الكوري وذلك نيابة عن حكومة الجمهورية.
وفي أهمية هذا القمر الصناعي الكوري، ذَكَرَ رئيس مجلس الوزراء الكوري، أنه بفضل النجاح في إطلاق القمر الصناعي للاستطلاع “ماليكيونغ – 1″، تم بنجاح منقطع النظير فتح مجال جديد في النشاطات العسكرية للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ونمت وتعزَّزَت قُدرات الجيش الكوري، الذي أضحى يمتلك الآن قُدرة الضرب الأعلى مستوى في العالم، ودقة التصويب على الأهداف، لتغدو الضربات الكورية الصاروخية مُوجعة للإمبريالية العالمية وأذنابها، أينما كانت مواقع هؤلاء الاستعماريين والرجعيين في شتى أنحاء الكرة الأرضية.
وكذلك، أكد رئيس الوزراء الكوري على أن المآثر الزوتشيه الوطنية – التقدمية للكوادر والعلماء والتقنيين في المؤسسة العامة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء؛ الذين أظهروا على الملأ وأكدوا كرامة الجمهورية الكورية الاشتراكية وسمعتها عن طريق إطلاق القمر الصناعي للاستطلاع بالقوة والتقنية الذاتية؛ هو وفاء لقضية حزب العمل الكوري بعيدة المدى، التي ضمنها بناء الجيش القوي، بل والنافذ القوة، الذي سيبقى خالداً في التاريخ، ودعاهم إلى أن يمضوا في مضاعفة الهمة من أجل إغناء الوطن الكوري عبر بلوغ الأهداف الضخمة لبناء الدولة الاشتراكية القوية التي طرحها حزب العمل الكوري الباني، مهما كلف الأمر.
ـ عاش الرئيس العظيم كيم جونغ وون حليف العرب والقضايا العربية!
ـ عاشت كوريا زوتشيه دولة وشعباً متقدمة ومتألقة دوماً!
ـ عاشت الصداقة وعاش التحالف الكفاحي العربي الكوري!
ـ المجد والخلود لشهداء جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الذين استشهدوا على الجبهتين السورية والمصرية بقتالهم القدوة لدحر الصهيونية والصهاينة عن التراب العربي.
… انتهى…