الدكتور محمد العبادي
انتهاكات اتفاقية جنيف في قطاع غزة حماية المستشفيات تحت النيران
في الوقت الذي تعتبر اتفاقية جنيف الرابعة واحدة من أهم القوانين الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين والمستشفيات خلال النزاعات المسلحة، فإن الواقع يشهد انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان وقوانين الحرب في قطاع غزة. يتعرض سكان غزة والمستشفيات التي توفر الرعاية الصحية للمدنيين لهجمات عسكرية متكررة، مما يعرض حياة العديد من المدنيين الأبرياء للخطر ويقوض حقهم في الحصول على الرعاية الصحية الضرورية.
1. استهداف المستشفيات والمرافق الصحية:
من أكثر الانتهاكات التي تشهدها قطاع غزة هي استهداف المستشفيات والمرافق الصحية. وفقًا للتقارير، تعرضت مستشفيات وعيادات ومراكز طبية في غزة لهجمات متكررة من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية. يتم استهداف هذه المرافق بطرق متعددة، بما في ذلك القصف المباشر والتدمير الجزئي أو الكامل للمباني الطبية. هذه الهجمات تعرض حياة المرضى والعاملين في المجال الصحي للخطر وتحرم السكان من الرعاية الصحية الضرورية.
2. منع الوصول إلى الرعاية الصحية:
بالإضافة إلى استهداف المستشفيات، يتعرض سكان غزة للعديد من العقبات التي تمنعهم من الوصول إلى الرعاية الصحية. تشمل هذه العقبات حظر الحركة وإغلاق المعابر والحواجز العسكرية، مما يجعل من الصعب على المرضى الوصول إلى المستشفيات والعيادات والحصول على العلاج اللازم. تتعرض الحالات الطارئة والمرضى الذين يحتاجون إلى علاج مستمر لمخاطر صحية جسيمة جراء هذه العراقيل.
3. استهداف الفرق الطبية والعاملين في الرعاية الصحية:
لا يقتصر استهداف القوات العسكرية على المستشفيات والمرافق الصحية فحسب، بل يتم أيضًا استهداف الفرق الطبية والعاملين في الرعاية الصحية أثناء أداء واجبهم. يتعرض الأطباء والممرضات والفنيين الطبيين والمسائر العاملين في مجال الرعاية الصحية للهجمات والتهديدات. يتم اعتبارهم أهدافًا مشروعة في سياق النزاع، مما يعرض حياتهم للخطر ويعوق جهودهم في تقديم الرعاية الصحية للمرضى.
4. الآثار الإنسانية والصحية:
إن استهداف المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة يترتب عليه آثار إنسانية وصحية كارثية. يتعرض السكان المحاصرون لخطر فقدان الحياة بسبب الجروح القاتلة والأمراض التي لا يمكن علاجها بسبب قلة الموارد الطبية والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية. كما يزيد القلق النفسي والاكتئاب والاضطرابات النفسية بشكل كبير بين السكان في ظل هذه الظروف القاسية.
وختاما يعد استهداف المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة ولحقوق الإنسان الدولية. يجب أن تتحمل الأطراف المشاركة في النزاع المسؤولية الكاملة عن حماية المدنيين والمرافق الطبية والعاملين في الرعاية الصحية. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة للتصدي لهذه الانتهاكات وضمان حماية المستشفيات وتوفير الرعاية الصحية الضرورية للمدنيين في قطاع غزة. لا يجب أن يكون العنف والحرمان الصحي سلاحًا في النزاعات، بل يجب أن تكون حماية الحياة والرعاية الصحية أولوية قصوى في جميع الأوقات.