صحة وحياة

الصدمة المجتمعية وصداها على المجتمع

مملكة اطلانتس الجديدة أرض الحكمة
الإتلاف الثاني , الهيئة الوطنية للتربية والتعليم العالي ,
القائم بأعمال قطاع التربية والتعليم العالي ,
الدكتور ياسر رباع .

الأخوة والأخوات الكرام أقدم لحضراتكم الحلقة الخامسة عشر من حلقات كتابي ( الصدمة المجتمعية وصداها على المجتمع ) .وهي تتحدث عن ألعاب الفيدو وخطورتها ومضارها
وهنا سوف نخوض في تفاصيل ما ترمي اليه تلك الألعاب وما هو السبب خلف صنعها  وما هي الأهداف وما هي النتائج .

أولا : اشغال جيل بأكمله عن قضاياه الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وجعله مغيبا تماما عما يحصل وتهميشه عن ساحة الفعل السياسي وتحييده عن القضايا التي من الممكن أن تشغله ومن الممكن أن يثيرها وبانشغاله بتلك الألعاب سيصبح عبدا لها ويمضي معظم وقته مشغولا بها وتصبح شغله الشاغل بل وتصبح حديث الشارع بين أبناء الشباب وحديث الجلسات الخاصة والعامة ولا يتم الاتيان على ذكر ما يحدد مصيرهم وما يلعب بمصيرهم وما هو في صالحهم وحتى لو كان هناك شاب أو شابين من ضمن المجموعة المتحدثة وتطرق الى قضايا مصيرية فسوف يسكته الآخرين ويقولون له دعك من هذه الخزعبلات ولنتحدث  فيما هو مفيد ويقصدون بالمفيد ألعاب الفيديو وكم نقطة حصلت عليها وأي مستوى وصلت في اللعب وكم مرة قتلت في لعبة الببجي وهكذا يكون حديث الشباب والمياه تسيل من تحت أقدامهم دون أن يشعرون

ثانيا : ان أهم عنصر يمكن أن يحرك الشباب ويوحد نظرتهم للأمور هو العنصر الديني وبذلك فقد استطاعت تلك الشركات المصنعة لهذه الألعاب من الهاء هذه الأجيال عن دينها وعدم ترك وقت لهم ليفكروا في الدين وحتى لو حاولوا الصلاة فستجد موعد الصلاة فاتهم وهم مسروقون في خضم هذه الألعاب التي تأخذ  كل انتباههم وتركيزهم وحتى لو دخلت الى أحدهم لتتحدث معه فستجدة غارقا في اللعبة حتى أذنيه ولا يسمعك ولا يعيرك اهتماما خوفا من أن يتم قتله داخل اللعبة وخوفا من عدم رؤية خصمه أين يختبئ وهكذا فترى أنه دائما يتكلم مع اللاعبين ومنسجم معهم انسجاما تاما ولا يعير انتباها لأي شيء أخر وهذا هو الشباب الحاضر الغائب بل انهم حتى لا يجدون فرصة لتناول طعامهم وحين تضع الأم الطعام لأبنها على الطاولة تراها تناديه عشرات المرات ليأكل دون أن يستجيب حتى يبرد الطعام وهو لن يأتي ليأكل حتى ينهي الجيم أو اللعبة .
وهكذا فقد فقد هؤلاء الشباب دينهم ومعبودهم وأصبحوا عبيدا لألعاب الفيديو رغما عن أنوفهم وأصبحوا ملكا لشاشة الكمبيوتر وعبيدا بكل معنى الكلمة لتلك الألعاب فأبعدوا عن دينهم وتركوا صلواتهم وتركوا قراءة القرآن وتركوا مجالسة أهلهم حتى أنهم موجودون وغير موجودين في نفس الوقت .

ثالثا : التفكك الأسري وانشغال كل فرد من أفراد الأسرة بجهاز الهاتف النقال وتجدهم معا وليسوا معا موجودين في نفس المنزل ويجلسون في نفس الصالة ولا يكلم أحد أحدا مما ساهم في تفكيك الأسرة وفقدان جميع مقومات القوة والتماسك وعيش الأسرة حياة كل واحد على حدة وربما حتى لا يجتمعون جميعا على الغداء أو على العشاء .

رابعا : الاصابات النفسية والجسدية والعقلية حيث أن الجلوس على نفس الوضعية طوال اليوم يعرض جسد الشاب الى عدة أضرار خطيرة أهمهما وأخطرها غضروف الرقبة وغضاريف أسفل الظهر كالفقرة القطنية والفقرة الرابعة والخامسة وكذلك اليدين والركبتين وما يصيب الشاب من أضرار جسدية نتيجة عدم حركته وثباته مكانه لساعات طوال وهذا أيضا يزيد من خطر الاصابة بالجلطة وكذلك لا ننسى اصابة الأعين بالضعف وقصر النظر وضعف النظر بشكل عام هذا عدى عن طيلة فترة انشغاله باللعب خلف شاشة الكمبيوتر أو الهاتف النقال وعدم تناوله وجباته من الطعام حيث يبقى يلعب طوال الوقت وهو جائع ويؤجل طعامه باستمرار وفي كل مرة يقول سوف آكل عندما أنهي هذا الجيم ويتكرر الأمر والأخطر من عدم تناوله الطعام هو عدم شربه الماء ويكون خلف الشاشة عطشان معظم الوقت ويؤجل تناوله للماء مما يضر بكليتيه وبجسمه وصحته بشكل عام .
وهناك خطر جسدي آخر يتربص باللاعبين لألعاب الفيديو وهو عدم ذهابهم للتبول وتأجيل عملية التبول لفترة طويلة ولا يذهبون للتبول الا عند اقتراب فقدان السيطرة على المثانة وهذا أيضا سببا مرضيا مستقبليا وآنيا حيث أن ذلك يسبب تضخم البروستاتا ويحدث مشاكل في التبول لا يحمد عقباها ويمكن أن تصبح مزمنة .
أما الخطر الآخر فهو خطر يصيب العقل مباشرة وهو بسبب التركيز الحاد المضاف اليه التوتر المستمر الذي يحرق سعرات حرارية بشكل كبير جدا ويحرق السكر في الدم وهناك حالات كثيرة كان يقع اللاعب مغشيا عليه فور وقوفه بسبب حرق السكر في الدم واصابته بهبوط حاد في السكر مما يشكل خطرا داهما على حياته  وحين لا يأكل اللاعب يصبح جسمه يتغذى على نفسه وخاصة الدماغ فهو بحاجة الى طاقة جبارة من أجل التركيز على أحداث وحركات اللعبة ويمكن أن يبدأ الدماغ بحرق خلاياه واتلافها نتيجة الجهد الجبار الذي يقوم به ويكون الدماغ في حالة وكأنه يقود عشرة سيارات على خط سريع في نفس الوقت وهذا جهد خارق للطبيعة ويؤذي بشكل خطير ويعرض الدماغ لمشاكل خطيرة وكبيرة .
أما التأثير النفسي والضرر النفسي فحدث ولا حرج بدءا من فقدان المشاعر الانسانية كما ذكرنا آنفا وانتهاءا بالانطواء والوحدة والعيش في العالم الافتراضي بعيدا عن العالم الواقعي والحقيقي اضافة الى العصبية المستمرة وبقاء عقله في دائرة ما حصل في اللعب حيث الكم الهائل من المشاهد التي قام دماغه بتسجيلها في ذاكرته فيبقى الدماغ في حالة من التخبط والعمل المستمر وبانشغال دائم وكأن أفكار اللاعب توضع في خلاط الفواكه فتجده في عدة دوامات معا فهو في الواقع وليس في الواقع وكأنه موجود وغير موجود وذلك كله ينطبق على مدمني ألعاب الفيديو وخاصة لعبة ما يسمى بالببجي هذا اضافة الى آفة خطيرة أيضا وهي أن هؤلاء اللاعبين ينفقون أموالا على هذه اللعبة ويشترون الوهم مثل الملابس والأسلحة وما يسمونه الشدات وهي عملات داخل اللعبة يمكنهم من خلالها شراء ما يحتاجونه من لباس وسلاح واكسسوارات جميعها وهمية وافتراضية .
يتبع في الحلقة السابعة عشر بإذن الله تعالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى