الدكتور محمد العبادي
تكوين الأعاصير:
فهم العوامل والعمليات المسببة للأعاصير
تُعَدُّ الأعاصير من أكثر الظواهر الطبيعية القوية والخطيرة التي تؤثر على البشرية والبيئة. إن فهم عملية تكوين الأعاصير والعوامل المسببة لها يعد أمرًا حاسمًا لتحسين القدرة على التنبؤ بها والتعامل مع تأثيراتها الخطيرة. في هذه المقالة، سنستكشف عملية تكوين الأعاصير والعوامل المؤثرة فيها.
يتكون الإعصار من نظام جوي دوراني مغلق يتميز برياح هوائية عاتية وتكون في المحيطات الاستوائية والمناطق الاستوائية. يتشكل الإعصار عندما يلتقي عدة عوامل بيئية وجوية محددة. هناك عدة خطوات رئيسية في عملية تكوين الأعاصير، وسنناقشها الآن.
1. الحرارة: تعتبر الحرارة العالية في سطح المحيطات الاستوائية عاملاً أساسياً في تكوين الأعاصير. عندما تكون درجة حرارة سطح المياه أعلى من 27 درجة مئوية، تبدأ المياه في التبخر وتصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
2. التيارات الهوائية: يتحرك الهواء من مناطق ذات ضغط جوي منخفض إلى مناطق ذات ضغط جوي مرتفع. يتشكل تيار هوائي عمودي يرتفع من سطح المحيط بسبب التسخين الشمسي القوي. يعمل هذا التيار الهوائي على سحب الرطوبة والهواء الدافئ إلى الأعلى.
3. التغذية الحرارية: يصعد الهواء الدافئ والرطب إلى الأعلى، وبما أنه يبرد مع الارتفاع، يتكاثف ويتشكل سحابة عملاقة تُعرف بـ “الاضطراب الاستوائي”. تُطلق هذه السحابة الحرارة الناتجة عن التكاثف وتوفر إعصارًا بتغذية حرارية إضافية.
4. الدوران: عندما يتكون الاضطراب الاستوائي، يبدأ الهواء في التدور حول مركزه بسبب قوة كوريوليس. يتم إحداث هذه القوة بسبب دوران الأرض وتأثيرها على الرياح. تزداد سرعة الرياح في الأعاصير وتكون أعلى في الطبقات العليا.
5. التغذية المستمرة: يحتاج الإعصار إإلى تغذية مستمرة للبقاء قويًا ومستدامًا. يستمد الإعصار الطاقة من الحرارة والرطوبة المستمدة من سطح المحيط. يستمر تزويد الإعصار بالرطوبة والهواء الدافئ من خلال التبخر المستمر والتكثيف في السحب الممطرة المحيطة به.
عندما يتوفر هذا النظام المتكامل للعوامل المسببة، يتم تكوين الإعصار بشكل كامل. يتم تصنيف الأعاصير بناءً على سرعة الرياح المحيطة بمركزها، حيث يتم استخدام مقياس سافير-سيمبسون لتصنيفها من الفئة 1 إلى الفئة 5، حيث تكون الأعاصير في الفئة 5 هي الأكثر شدة.
إن فهم عملية تكوين الأعاصير مهم للغاية للتنبؤ بتشكلها وتحركها وتأثيراتها المحتملة. يساعد فهم العوامل المؤثرة في تكوين الأعاصير على تطوير نماذج تنبؤ أفضل وتحسين إجراءات الإنذار المبكر والتهيئة للتأثيرات الجوية القوية.
وباختصار، تتطلب عملية تكوين الأعاصير تواجد عدة عوامل مؤثرة مثل الحرارة العالية، التيارات الهوائية، التغذية الحرارية، الدوران، والتغذية المستمرة. يعد فهم هذه العملية أمرًا حاسمًا لفهم وتوقع تشكل وتحرك الأعاصير والتعامل معها بفعالية.