جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية.. في مواجهة.

في الآونة الأخيرة، تراجعت، بل واستاءت وهبطت العلاقات بين بكين وواشنطن إلى أدنى مستوى، وهو لعَمري مَا يشي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقود حملة مُمنهجة ضد الصين، بالرغم من أن بكين لم، بل ولن، تقم بأي عمل عدائي تجاه “العم سام”.
لم يكن أحداً في هذا العالم المترامي الأطراف والكثير اللغات والأهداف أن يتوقع أن تصل هذه العلاقات بين البلدين الصين وأمريكا إلى مستوى خطير جداً، وهو ما قد يكون مؤشراً على وجود مخطط أمريكي سري لضرب الصين والنيل من تقدمها الصناعي والزراعي الباهر في شتى المناحي، ليس تجارياً وصناعياً فحسب، بل وسياسياً كذلك، فتراجع العلاقات الصينية الأمريكية بجريرة العَم ترامب “المهيوب”!!!، تراجعت هيبة واشنطن وصورتها في بلدان الدنيا كما لم يكن في التاريخ الأمريكي منذ تأسيس دولة الكاوبوي، وهي سابقة عالمية خطيرة قد تؤدي في المستقبل ليس لحروب تجارية مفتوحة على العالم بين الدولتين بل وحروب عسكرية مباشرة أيضاً.
الولايات المتحدة الأمريكية غدت منذ سنوات طويلة دولة عادية كأية دولة أخرى، بالرغم من تهديداتها العسكرية والسياسية لبلدان كثيرة بغرض استمرار هيبتها وفرض مصالحها على تلك الدول الضعيفة عسكرياً، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الأمم والشعوب المغلوب على أمرها، وهو نهج أمريكي متواصل قد توقَّع الكثيرون في العالم محاولة تطبيقه أمريكياً، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون الرماح الأمريكية موجهة صوب بكين الجميلة، عاصمة جمهورية الصين الشعبية القوية عسكرياً واقتصادياً، وهنا نرى كيف أن الولايات المتحدة غدت، كأي دول ثالثية، تبحث عن مؤازين ومحبين لها، مِمَا يؤكد أن النهج الأمريكي في العلاقات بين الدول بقي هو هو، وسيبقى توسعياً وفرداوياً تدعمه الاحتكارات الأمريكية بالرغم من أنه خطير على قادة أمريكا ذاتها، وشعبها، وَ واقعها ومستقبلها.
لكن، وبالرغم من “المواجهات الباردة والساخنة” بين الأسدين الصين وأمريكا، ها هي العلاقات الأمريكية – الصينية تقف بين الجانبين تسير ولو بطيئاً، إذ وصف علماء السياسة والاقتصاد العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية كالتالي: “هي الأهم في القرن 21″، بل وكذلك في القرون المقبلة، وعلى الرغم من أن علاقة البلدين تتسم بجزء من الشراكة، إلا أنهما سيبقيان خصمين بل وَ عدوين حاليين ومستقبليين. متصارعين بأساليب متعددة وعلى الاغلب خارج الاطارين العسكري والنووي.
تُعتبر الصين الاقتصاد الثاني في العالم بعد أمريكا ترامب، لكن “البنك الدولي” يرى أن الصين ستصبح ((الاقتصاد الأضخم)) في العالم ما بين سنتي 2020 و2030، بالرغم من العنجهية الامريكية ضد الصين وحلفاء الصين واصدقاء الصين، وكذلك برغم أن قوة الصين ومكانتها الكبيرة في كل الفضاءات تمنحها مكانة متقدمة للغاية في عالم اليوم في شتى الفضاءات.
يعود تدهور العلاقات الصينية الأمريكية بشكل حاد إلى عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي وصفت حكومته الصين بأنها «منافس استراتيجي» انطلاقًا من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الثابتة منذ لعام 2017. أطلقت وزارة العدل الأمريكية في عام 2018 «مبادرة الصين» «لمكافحة التجسس الاقتصادي». ونُشرت إحدى الدراسات الأولى حول تأثير المبادرة في عام 2020، وخَلُصت إلى أن الطريقة التي تعمل بها المبادرة تؤدي بشكل غير عادل إلى وصم الباحثين من أصل صيني، وذلك من خلال التلميح إلى «التهديد بالتبعية». شنَّت المبادرة بعد ذلك حربًا تجارية ضد الصين، ومنعت الشركات الأمريكية من بيع المعدات لشركة هواوي الصينية الشهيرة وشركات أخرى إدعاءاً كاذباً منها بأن الصين “مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان في الاعتقال في شينجيانغ”، وزادت قيود التأشيرات على الطلاب والعُلماء الصينيين، وَ للأسف الشديد وصفت الصين كمتلاعب بالعِملة، وهي وهي وصف غير عادل أبداً، بل سياسة وَ منهج أمريكي توسعي وأحادي ما زالت إلى اليوم موجهة ليس ضد الصين فقط، بل و “ضد كل مَن لا يضع ذاته تحت تصرف واشنطن” !!!.
في آليات معاداة أمريكا للصين
يرى علماء السياسة في شتى الدول، أن السياسة الأمريكية المناهضة للصين لن تقوى أبداً مع مرور الايام والسنين، بل سوف تتراجع سريعاً مع تراجع الاقتصاد الامريكي المتآكل راهناً والمُنحسر دولياً، والسبب الثاني هو تمسك امريكا بالهيمنة العالمية على الامم والشعوب والدول، وهو ما سبب ، ومازال يُسبب عداء غالبية الشعور هم لأمريكا، (للقيادة السياسية – العسكرية الأمريكية، وليس للشعب الامريكي – ملاحظة الكاتب)، الذي يعاني عدد كبير منه من الجوع والتشرد والبطالة وعدم العثور على عمل، وبسبب الفصل العنصري المُهين للذات الانسانية بين البيض والسود والخ، وغلاء المعيشة، وكذلك بسبب منهج أمريكا الاستعماري دولياً الموجه بعنجهية ضد شتى الدول وغالبية الشعوب، وضمناً الاوروبية الغربية منها كذلك.
سنبقى نحن، وسيبقى العالم المتابع للسياسة الصينية الرزينة للرفيق العظيم الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، نَذُكرُ أن إحدى أبرز وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية هي زيادة التعريفات الجمركية على جميع السلع الواردة من الصين بنسبة تصل إلى 60% بشكل تدريجي تبدأ بـ10% يوم تنصيب رئيساً. ويُطلق ترامب على نفسه “رجل التعريفات”، إذ أنه يعتبر التعريفات الجمركية أداته المفضلة لتقليل العجز التجاري الأميركي، ومنع المزيد من تآكل قاعدة التصنيع في أميركا من جهة، وتهديد خصومه وابتزازهم الشامل من جهة أخرى، كما أنه يزعم دائماً أن “الحروب التجارية جيدة والفوز بها سهل”..
نقرأ في الأخبار، أنه وخلال ولايته السابقة؛ فرض ترامب مجموعة من الرسوم الجمركية، ففي عام 2018 فرض رسوماً على ما يمثل حوالي 13% من إجمالي قيمة واردات الولايات المتحدة من الصين. كما فرض عقوبات ثانوية كان أبرزها على شركة هواوي الصينية الشهيرة، الرائدة في مجال الاتصالات في الصين، وأطلق مبادرة الشبكة النظيفة لإزالة الأجهزة والبرمجيات الصينية من البُنية التحتية في الولايات المتحدة والدول الصديقة في دائرة واشنطن الدبلوماسية!!!
*** رأي “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وُحلفاء الصين” في العلاقات مع الصين:
*** نحن في (الاتحاد الدولي) رئيساً وكوادر ندعم جمهورية الصين الشعبية في كل الاتجاهات والحقول، سياسياً، واقتصادياً وفي علاقاتنا المتعددة الأوجه معها ، كدولة صديقة وحليفة، ونؤمن بمواقفها العادلة التي تخدم العالم دولاً وشعوباً وأمماً برمتهم، وبغض النظر على الاختلافات بينهم. وَ ونحن كُنَّا وما نزال وسنبقى أصدقاء وحلفاء للصين، نُعبِّرُ عن آرائنا، وَ نؤمن بأن الصداقة والتعاون والاخلاص المتبادل هو جوهر هذه الحياة الدنيا التي هي قصيرة المدى. لذا، نوظف جهودنا كافة من أجل تعزيز الحوار الأممي مع الصين، وكذلك الحوار والتفاهم المتبادل الذي لعَمري هو السبيل الأمثل لحل الخلافات مهما كانت منها السياسية أو الفكرية أو التجارية.
ومن على هذا على المنبر العربي نُعلنَها عالمياً أننا مع الصديقة جمهورية الصين الشعبية اليوم وكل يوم وإلى منتهى الدهور، فأمريكا في تراجع متواصل وانهيارات متلاحقة في مجالات متعددة، بينما الصين في تألق متواصل وتخليق الجديد من الوسائل الإنسانية القسمات لتحويل العالم إلى جنّة خالدة للبشر جميعاً، بعيداً عن الإمبرياليات والنيوإمبريالية وأصحاب النفوذ المالي الغربيين. لقد كانت الصين، وها هي ستبقى مفتاح الفَرَج الشاسع لهذا العالم، وسوف تكون صروح الصين مسرى الشعوب ومِثالها المتألق كالنجم الساطع في كَبد السماء.
*عاشت العلاقات العربية – الصينية دولاً وشعوباً .