من هم الموريسيكيون؟!
د. عبد العزيز يوسف آغا.
/////////////////////////////////
الموريسكيون، هم العرب المسلمون الذين اضطروا إلى التنصُّر بعد استرداد المسيحيين لإسبانيا. وقد نسي الموريسكيون
اللغة العربية وإن كانوا يتحدثون بلهجة يُقال لها«الألخميادو»
(تحريف لكلمة
“أعجمية”)، وهي اللغة القشطالية بعد أن دخلت عليها كلمات عربية ولاتينية، وكانت تُكتَب بحروف عربية. وكان الموريسكيون
صناعاً مهرة وفنيين في العديد من المهن، مثل: صناعة الحرير، والذهب والفضة، والنقش والبناء، والفلاحة وأساليب الري الفنية.
كما كانوا وراء تعميم زراعة البرتقال والموالح وقصب السكر ومختلف الأشجار المثمرة
كالتوت، ومن الواضح أنهم كانوا
مُركَّزين في قطاعات الاقتصاد الإنتاجية، على خلاف يهود
إسبانيا الذين كانوا مركزين في التجارة والمال والأعمال الوسيطة. وقد
حاولت الدولة الإسبانية صبغهم بالصبغةالإسبانية بعد تَنصُّرهم، فكان يُحرَّم عليهم لبس الرداء العربي أو التحدث بالعربية أو اقتناء كتب عربية أو طبخ الكُسكُس (الطعام المغربي الشهير).
وقد اندلعت الثورات
بينهم من أهمها ثورة الموريسكيين الكبرى في البشرات (قرب غرناطة) سنة 1569
(وتُسمَّى ثورة البشرات الثانية). وحينما فشل النظام
الإسباني في إسقاط هويتهم العربية،
قام بطردهم سنة 1609 (كان مجموع المسـلمين الذين
طُردوا يتـراوح مـا بين 900 ألف و 300
ألف، وفي بعض التقديرات يُقال إن مجموع من طُرد من المسلمين يصل إلى ثلاثة ملايين).
ومع هذا، بقي كثير من المسلمين
يمارسون شعائر دينهم في الخفاء،
ويتداولون الكتب الدينية المكتوبة بالألخميادو. وقد
تعقبتهم محاكم التفتيش، وبالفعل وُجد في غرناطة (عام 1727) قساوسة من أصل موريسكي
يمارسون شعائر الدين الإسلامي سراً.
وكانت بعض الأسر الموريسكية تُشهر إسلامها بعد مغادرتها إسبانيا. وفي سنة 1757، حُوكم موريسكي بتهمة اتباع شعائر الدين الإسلامي
سراً.
وقد لاحَظ بعض الرحالة الإنجليز في أواخر القرن الثامن عشر أن بعض
الأسبان
مازالوا يمارسون شعائر الدين الإسلامي
سراً. ويقول بعض الأسـاتذة الأسـبان إنه لا تزال توجـد في إسـبانيا قـرى بأسـرهـا موريسـكية. وقد بدأ بعض دعاة
القومية الأندلسية في إسبانيا الحديثة يصر على جأن تراث أهـل الأندلس هو التراث الإسلامي، بل إن
بلاسي إنفانتي بيريز (1885 ـ 1936) أبا حركة البعث الأندلسي، وهو من
نسل الموريسكيين القدامى، اعتنق الإسلام، وقد أعدمته قوات فرانكو رمياً بالرصاص في 10
سبتمبر 1936.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،