مقالات منوعة

عطست “مايكروسوفت” فمرض العالم . . .   

عطست "مايكروسوفت" فمرض العالم . . . 

عطست “مايكروسوفت” فمرض العالم . . . 

في مشهد أقرب إلى فصول الكوميديا السوداء ، تلك العطسة التي أطلقتها مايكروسوفت لم تكن مجرد اهتزاز خفيف او نوبة برد عابرة في هواء وادي السيليكون ، بل كانت زلزالا عاتيا هز أركان العالم بأسره وأصابه بنوبة مرضية حادة ، عطست مايكروسوفت فتداعى العالم كأحجار الدومينو ، توقفت المطارات والموانئ ، شلت البنوك ، انهارت البورصات ، أصيبت شبكات الاتصال بالشلل، وسكتت وسائل الإعلام كما لو أنها في حالة حداد .

عطسة واحدة من عملاق التقنية مايكروسوفت جعلت العالم يقف على أطراف أصابعه يتلمس طريقه في ظلام تكنولوجي مخيف ، وكل ذلك بسبب خلل بسيط أو تحديث غير متوقع أدى إلى انهيار الأنظمة المتصلة بهذا العملاق التقني ، لعل تلك العطسة كافية لتذكيرنا بشيئين أساسيين ، أولهما بهشاشة عالمنا المعاصر ، فإن كنا نظن أننا نتحكم في التقنية ، فقد جاءت عطسة واحدة من عملاق البرمجيات لتثبت أننا نحن من تحكمه التقنية ، ولكم أن تتخيلوا معي لو أن آبل انضمت إلى هذا الحفل الفوضوي وعطست هي الأخرى ماذا سيحدث ؟؟ ، سيصبح الأمر أشبه بكارثة شاملة ، ستتوقف كل الأجهزة الذكية عن العمل ، ويصبح العالم بلا توجيه كقارب تتلاعب به الأمواج في بحر هائج ، هل كنا سنشهد حينها نهاية العالم التقني كما نعرفه ؟؟ ، هل كانت الطائرات ستسقط من السماء والبنوك ستعلن إفلاسها والبورصات ستنهار ونعود لحياة القرون الوسطى ؟؟ .

أما الشيء الثاني ، هو أن هذه الحادثة كشفت عن أمر آخر أكثر عمقا ، وهو أن أمريكا لا تحكم وتتسيد العالم من فراغ ، فالعالم بأسره قد بنى نظامه على دعائم التكنولوجيا الأمريكية ، من شركات البرمجيات العملاقة إلى شبكات الاتصال العالمية ، أمريكا بهذا المعنى هي قلب النبض التكنولوجي الذي يحرك العالم ، وأي خلل فيها يحدث اضطرابا وفوضى عارمة في كل شيء . وسقوط امريكا هو سقوط للعالم بأسره .

 

قطرالندى عزيز دعدوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى