مقالات منوعة

“أخوة الفجر: صحبة الصادقين في مسجد خزيمة”

بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي

تحظى صلاة الفجر بمكانة خاصة في الإسلام حيث تكون بداية نشاط اليوم ورمزاً للطهارة والنقاء. قال الله تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْہُودًۭا”، مما يشير إلى أهمية هذا الوقت من اليوم.
صلاة الفجر هي فرصة للانسجام مع الطبيعة حيث تكون الأرض صامتة وهادئة تحت ضوء الشروق الأول. وقت يمكن فيه للمرء العودة الى ذاته والتفكير في وجوده ومعني حياته.
ومما يزيدها ألقاً وجمالاً انك تجد فيها الصحبة الصالحة .

قال تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”. في ساعة الصبح الأولى ترسم لوحةً روحانيةً، حيث القلوب المؤمنة تتوحد في مسجد خزيمة، تحتضن لحظات السكينة والألفة. فصلاة الفجر ليست مجرد ركن من أركان الاسلام ، بل هي ايضاً اجتماع الأرواح الباحثة عن الطمأنينة بصحبة الشيخ رضوان ونداء الشحرور ابو عمر ، و الروح التي تأنس بريحانتي المسجد أبو ياسين وأبو يحيى.

 

للصلاة جماعةً في الفجر نكهة خاصة، حيث يشد الرفاق من أزر بعضهم البعض، ويكونون صرحاً من العزيمة والتآزر.
مسجد خزيمة، بأركانه الصامتة، يصدح بأصوات أصدقاء الفجر، في موعدٍ مع الإيمان يتجدد كل يوم.
إمام المسجد الشيخ رضوان:
بقراءته الخاشعة ودرسه الصباحي يقود القلوب إلى محراب الطاعة ويفتح ٱفاق العقل ، يؤدي الشيخ رضوان صلاته بلطف ورقي، كنسمة فجر تلامس القلوب.

 


اما الشحرور:
فمن حنجرته ينطلق الأذان، كطير جنة يبعث الأمل في النفوس النائمة، فيدعوها إلى بدء يومٍ جديدٍ بذكر الله.
اما لريحانتي المسجد أبو ياسين الغفير وأبو يحيى نجيبة فلهما نكهة خاصة ، فهما كزهرتين فواحتين بالإخلاص، يشع من أبي ياسين وأبي يحيى نورٌ يضيء دروب العابدين. يُشهدان الدنيا على صدق اللقاء بين الأيدي والجباه، وضحكاتِ الود حين تختلط بالنسيم العليل .

 

 

في صحبة أصدقاء الفجر يجد المرء نفسه جزءاً من نسيج متين، فالمؤازرة أصيلة والدعاء متبادل. يتقوى الإيمان حين تجتمع الروحانيات في هذا الحضن الروحي، الذي يلتم فيه شمل القلوب قبل الأجساد.
إن مسجد خزيمة مع صلاة الفجر بمثابة قطعة من جنة الدنيا، حيث يعود كل فجرٍ بدعاءٍ مستجاب وصحبةٍ صالحة.ما من شيء يضاهي رونق صباح اليوم حيث الهدوء وصفاء القلوب والأرواح ، إنه التوقيت المثالي لبناء رابطة قوية مع الله ومع الذات و مع زملائك. قد يكون أصدقاء الصباح هم أولئك الذين يشاركونك هذه اللحظات الثمينة التي تشكل في النفوس سعادة وطمأنينة وتنعش القلوب.

 

رفقة الأصدقاء في الصباح الباكر تعزز أيضاً الروابط الاجتماعية وتزيد من القدرة على التعاون والتفاهم المتبادل. التفاعل الاجتماعي المبكر يزيد من السعادة والإنتاجية ويعزز العلاقات الشخصية.
إن صلاة الفجر واصدقاء الصباح هما وسيلة رائعة لبداية اليوم مع الطاقة الإيجابية والرغبة في النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى