تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب والثقافة,,,

الدكتور محمد العبادي
مقال بعنوان/تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب والثقافة
في العقد الأخير، شهدنا ثورة في وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها الواسع في حياتنا اليومية. أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام وسيلة رئيسية للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد أثرت بشكل كبير على الشباب وثقافتهم. في هذه المقالة، سنستكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب وثقافتهم، بما في ذلك الجوانب الإيجابية والسلبية.
1- تأثير إيجابي:
وسائل التواصل الاجتماعي قدمت فرصًا كبيرة للشباب في التواصل والتفاعل مع العالم من حولهم. قد أصبح بإمكان الشباب الاتصال مع أصدقاءهم وأفراد عائلتهم والمشاركة في الأحداث الهامة في حياتهم، وذلك عبر الصور والرسائل والمنشورات. تساهم هذه المنصات في توسيع دائرة المعارف الاجتماعية وتعزيز الشعور بالانتماء إلى مجتمع واسع.
وعلاوة على ذلك، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسهم في نشر الوعي والتوعية حول قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية. يمكن للشباب استخدام هذه المنصات للتعبير عن آرائهم والانخراط في حوارات هادفة، مما يساهم في تشكيل وتغيير الثقافة والتوجهات.
2- تأثير سلبي:
مع وجود الجوانب الإيجابية، هناك أيضًا تأثيرات سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب وثقافتهم. قد يؤدي الاعتماد المفرط على هذه المنصات إلى الانعزال الاجتماعي وتقليل التفاعل الحقيقي والوجه لوجه مع الآخرين. يمكن أن يتسبب الانشغال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في تشتت الانتباه وتقليل الانتاجية والتركيز في الأعمال والدراسة.
وبالإضافة إلى ذلك، تنشر وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا محتوى غير مناسب أو ضار، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الشباب وقيمهم وثقافتهم. يمكن أن يتعمر هؤلاء الشباب بتأثيرات سلبية مثل الاستهلاك المفرط للوقت والاهتمام بالمظاهر الخارجية وتأثرهم بمعايير الجمال المثالية التي يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نستنتج بأنه لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على الشباب وثقافتهم. توفر لهم فرصًا للتواصل والتعبير عن أنفسهم، وتوسيع دائرة معارفهم الاجتماعية، ونشر الوعي حول القضايا الهامة. ومع ذلك، يجب أن يكون لدينا وعي بالتحديات والمخاطر التي يمكن أن تنشأ من استخدام مفرط للوسائل الاجتماعية، مثل الانعزال الاجتماعي والتشتت الانتباهي.
وختاما، يجب أن يكون للشباب وعي صحي وتوازن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على تعزيز العلاقات الحقيقية والتفاعل الوجه لوجه. يجب أن يتعلموا كيفية اختيار المحتوى الإيجابي والمفيد، وكيفية الاستفادة من هذه الوسائل في تطوير ذواتهم وثقافتهم وتحقيق التوازن بين الانخراط الاجتماعي الافتراضي والواقعي.