مقالات منوعة

مصطفى البرغوثي يقطع الطريق على خديعة التهجير

بقلم فادي البرغوثي – القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين

ليست هذه شهادة من “المدّاحين”، ولا موقفًا يُملى عليّ بحكم تنظيم أو عائلة. إنها كلمة فخر برجل يثبت، مرة بعد أخرى، أن فلسطين لا تزال تملك أصواتًا صلبة تستطيع أن تواجه المخططات الكبرى بوعي وشجاعة.
في جاكرتا، وقف د. مصطفى البرغوثي محذّرًا من أخطر ما يُخطط لغزة: تهجير أهلها تحت غطاء إنساني. قالها بوضوح ما يُعرض ليس علاجًا، بل ترانسفير مقنّع. وما يوصف إغاثةً ليس سوى محاولة لتفريغ الأرض من سكانها، ونفيهم إلى جزر بعيدة.
لم يكتف بالتحذير، بل رسم خطة مواجهة
_ رفض أي مبادرة تُستغل للترحيل،
_ دعم المستشفيات داخل القطاع بدل تصدير المرضى خارجه،
_مواجهة ضغوط التطبيع،
_ المضي في مقاطعة الاحتلال وفرض العقوبات عليه،
مع التأكيد أن صمود الفلسطينيين في أرضهم هو الرد الأقوى على كل المخططات.
بهذا المعنى، بدا البرغوثي كما لو كان وزير خارجية لدولة تحت الاحتلال، ووزير إعلام ينقل الرواية الفلسطينية بصدق، ووزير صحة يعرف أن الكرامة لا تُفصل عن الحق في العلاج. هو يجمع بين الطب والسياسة، بين الإنسانية والدبلوماسية، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى من يحمل عنهم صوتهم في العالم.
ولعل ما يميزه أنه يستند إلى خبرة ميدانية، فهو يقود مؤسسة صحية كبرى، ويرى المعاناة يوميًا بأم عينه، لا من خلف مكتب سياسي. ولذلك حين يتحدث عن غزة، يضع إصبعه على الجرح، وحين يحذر من التهجير، يدرك أن الخطر واقعي وليس نظرية سياسية.
قد يختلف معه البعض في السياسة، أو لا يتفقون مع مشروعه التنظيمي. لكن يصعب أن ينكروا دوره في نقل الرواية الفلسطينية بصفاء، وفي التصدي للمخططات التي تهدد وجود شعب بأكمله.
ولست أقول هذا بصفتي من حزبه أو من عائلته، بل بصفتي فلسطينيًا يرى في مصطفى البرغوثي نموذجًا يستحق الفخر، وقربًا يبعث الطمأنينة في زمن كثرت فيه الخيبات. فهو ببساطة، يقطع الطريق على خديعة التهجير، ويذكّر العالم أن فلسطين ليست للبيع، ولا أهلها وقودًا لمشاريع الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى